1 إجابة واحدة

0 معجب 0 شخص غير معجب
بواسطة (450ألف نقاط)
 
أفضل إجابة

كيفية بر الْوَالِدَيْنِ بعد وفاتهما

  • مما لا شك فيه أن مقام الوالدين عظيم، وأن العبد إذا وفقه الله لبر والديه والإحسان إليهما وهما أحياء فقد أعانه على عبادة من أعظم العبادات، وطاعة من أهم الطاعات؛ وذلك لعظيم وأهمية هذا العمل في الإسلام؛ ولما يترتب عليه من سعادة الدنيا والآخرة، وفوق ذلك أنه يرى ذلك في أولاده معه، فكما تدين تدان، والحبيب صلى الله عليه وسلم يقول: (بروا آباءكم تبركم أبناؤكم)، وهذه الأخيرة حقيقة من أعظم الجوائز التي يحرص عليها العقلاء من البشر؛ لأنه يرى بنفسه أثر ذلك في حياته، إلا أن الإنسان منا قد تطرأ عليه ظروف أو عوارض وشواغل تدفعه إلى التقصير أو عدم القيام بالواجب على الوجه المطلوب، ويظل الأمر كذلك ونحن لا نشعر، وتمر الأيام تلو الأيام ثم نفاجأ بخبر لم نكن نتوقعه أو نحسب له حساباً، وهو وفاة الوالدين أو أحدهما، وقد يكون الشخص بعيداً عنهما، فيظل يتجرع مرارة وألم هذا العمل وكأنه ارتكب جرماً عظيماً وإثماً كبيراً، رغم أن بعده عنهما يكون بموافقتهما ورغبتهما غالباً، إلا أن الإنسان الصالح لا يسامح نفسه ويشعر بفوات فرصة لا تتكرر، وخسارة لا يمكن تعويضها.

  • وقد عرض مثل هذا الأمر على النبي صلى الله عليه وسلم، إذ (جاءه رجل فقال: يا رسول الله! لقد مات أبواي، فهل علي شيء أبرهما به بعد موتهما؟ فقال: الصلاة عليهما -بمعنى الدعاء لهما- والاستغفار لهما، وإكرام صديقهما، وإنفاذ عهدها، وصلة الرحم التي لا توصل إلا بهما)، فهذه أعمال خمسة – أخي – بمقدورك أن تجتهد فيها قدر استطاعتك، وأبشر فإنها ستكون بمنزلة بر الوالدين في حياتهما، ورجاؤنا في الله أن تكون هذه الأعمال جبراً للخلل أو النقص أو التقصير الذي حدث منا في حياتهما، وما ذلك على الله بعزيز.

  •  أما الصلاة عليهما فقد ذكر أهل العلم أنها بمعنى صلاة الجنازة عليهما عند موتهما أو الدعاء لهما يومياً، وبصفة منتظمة على الأقل خمس مرات.

  • والاستغفار لهما معروف، وهو سؤال الله المغفرة لهما بأي صيغة من صيغ الاستغفار، وهي كثيرة ومتنوعة.

  • وأما إكرام صديقهما فهو عبارة عن إكرام أصدقاء الوالد والوالدة، والبحث عنهم، ومساعدتهم، وزيارتهم إن كان ذلك ممكناً.

  • وأما إنفاذ عهدهما فقد يكون الوالد أو الوالدة قد وعدا أحداً بشيء في حياتهما، فمن البر الوفاء بعهدهما ما دام ذلك ممكناً.

  •  وأما صلة الرحم التي لا توصل إلا بهما؛ فهي عبارة عن صلة الأرحام المعروفة، فصل أقارب والديك، وأحسن إليهما، واجتهد في مساعدتهما وإكرامها بداية من الإخوة والأخوات والجيران والأجداد والأعمام والعمات والأخوال والخالات وأولادهم وهكذا.

  • وبذلك نكون قد قدمنا أعمالاً نرجو من الله أن تكون جبراً لهذا الخلل غير المتعمد غالباً، وسداً للعيب الذي وقعنا فيه، حيث شغلتنا حياتنا عن إكرام ذوي الفضل والمروءة والإحسان، اللذين قدما حياتهما خدمة لأولادهما، وكان شعارهما دائماً (لا نريد منكم جزاء ولا شكوراً).

فاجتهد في ذلك وسل الله القبول.

المصدر: موقع اقرأ

اسئلة متعلقة