أسفر الصراع في سوريا عن خسائر بدنية ونفسية فادحة لدى الأطفال اللاجئين. فقد شهدوا رعباً لا يمكن وصفه، يصارعون من أجل نسيانه. دمرت القذائف والصواريخ منازلهم ومجتمعاتهم ومدارسهم. وقُتل أصدقاؤهم وأفراد عائلاتهم، في بعض الأوقات أمام أعينهم.
تعرض أطفال من جميع الأعمار، بدءاً من الرضّع ووصولاً إلى المراهقين، للمعاناة البالغة، والصدمة الجسدية والإصابات إثر رصاص القناصة والصواريخ والقذائف وتساقط الحطام. ووفقاً لبيانات المفوضية، خلال الأشهر الستة الأولى من عام 2013، حصل 741 طفلاً من اللاجئين السوريين على علاج بالمستشفى من صدمة جسدية وإصابات أخرى بدنية تعرضوا لها في سوريا أو في لبنان تشمل الإصابة بحروق أو بجروح طلقات نارية أو كسر بالعظام.
فيما قام بعض الأطفال السوريين اللاجئين بالهروب من إصابات بدنية خطيرة، تجنب القليل التداعيات النفسية التي تنشأ بسبب العيش في خضم الحرب.
وفي مقابلات أجريت مع 81 طفلاً لاجئاً في الأردن ولبنان، قال 22 طفلاً -بأنفسهم أو على لسان أبويهم- أنهم استمروا في الشعور ببؤس شديد جرَّاء العنف الذي شهدوه في سوريا.
وقد عملت شيراز مخيمر، وهي واحدة من موظفي إدارة الحالات المجتمعية بالهيئة الطبية الدولية، في إربد بالأردن، مع أكثر من 90 طفلاً سورياً لاجئاً على مدار الأشهر التسعة الماضية. وقابلت عددا ً من الأطفال الذين لم يتوقف الأمر عند رؤيتهم أفراداً من عائلتهم وهم يُقتلون أمام أعينهم، وإنما ساعدوا فيما بعد في نقل جثامينهم ودفنها – تجربة مروعة لا يسهل نسيانها.
وتقوم كل واحدة من معاونتي التسجيل بالمفوضية في صور بلبنان، تيريز سركيس وتاتيانا نصار، بتسجيل ما يتراوح بين 7 و12 عائلة يومياً في المجمل. وتتمتع كلتاهما بخلفية في علم النفس، حيث يمكن أن تجدا طفلاً واحداً أو طفلين على الأقل كل يوم يشعر ببؤس أو اكتئاب حاد.