علامات التوحد عند المراهقين
في بعض الحالات، لا تظهر أعراض مرض التوحد على الأطفال عندما يكونون صغارًا، ولا يبدو أنهم يعانون من خطر ظهورها خلال مرحلة لاحقة من حياتهم، لذلك يجب على الأهل إيلاء أهمية كبيرة للأعراض التي يعاني منها أطفالهم في مرحلة الدراسة والمراهقة، فعلى سبيل المثال، يُبدِي الأطفال المرضى بالتوحد ردود فعل غريبة إزاء المنبهات المختلفة، مثل الأضواء والأصوات والروائح واللمس والتذوق، ففي بعض الأحيان، لا يظهرون أي اهتمام بكلام الأشخاص الذين يتحدثون إليهم مباشرة، غير أنهم في أحيان أخرى يشعرون بانزعاج كبير تجاه بعض الأصوات الخفيفة، مثل صوت ترتيب الأوراق أو العصافير، ويتأثرون بسرعة كبيرة عند حصول تغيير مفاجئ في المنبهات الحسية حولهم، مثل الأضواء الساطعة أو الأصوات العالية أو ملامسة أشياء خشنة الملمس.
بالإضافة إلى ما سبق، لا يقدر المراهقون المصابون بالتوحد على التعبير عن مشاعرهم بأسلوب مقبول اجتماعيًا لدى الآخرين، فيبدؤون أحيانًا بالصراخ أو البكاء أو الضحك دونما مبرر واضح، وإذا شعروا بالقلق إزاء أمر معين، فإنهم يبدون تصرفات هستيرية وعدوانية، مثل العض أو الخدش أو الضرب أو تحطيم الأشياء من حولهم، وقد يظهرون أيضًا بعض الإيماءات أو التعبيرات غير اللائقة في نظر الآخرين، ويحتمل أن يتجاهلوا وجود بعض الأشخاص، لذا، لا يحظون بعدد كبير من الأصدقاء، وفي بعض الحالات، لا يوجد لديهم أي صديق إطلاقًا. وعمومًا، يميلون إلى إظهار سلوكيات استحواذية، ومن جهة أخرى يكون المراهقون المصابون بالتوحد أكثر ذكاء فيما يتعلق بالمهام التي لا تتطلب منهم التكلم، فهم يميلون عادة إلى استعمال جمل قصيرة ويواجهون صعوبات جمة عند التكلم وفق القواعد اللغوية، كذلك، يحسنون التصرف بصورة مقبولة حين يتعلق الأمر بالمهام البصرية والمكانية، ويكونون أقل كفاءة عند مواجهة الأسئلة والمهام التي تتطلب منهم التفكير المجرد، لذلك تراهم يستجيبون حرفيًا لبعض الأمور والمهام نظرًا لأنهم يواجهون صعوبة كبيرة في استيعاب العبارات الاصطلاحية أو التشبيهات أو الاستعارات.