1 إجابة واحدة

0 معجب 0 شخص غير معجب
بواسطة مجهول (782ألف نقاط)
 
أفضل إجابة

مرحلة السنة الثانية

على صعيد الحركة عامة، يبدأ الطفل بالمشي وحده، ويحافظ على توازنه بشكل أفضل. يستطيع أن يركض ويرتقي السلالم وهو واقف إذا أمسكنا بيده، ويهبطها وحده على يديه ورجليه. يمكنه أن يُقرفص ليلتقط غرضًا ما عن الأرض ثم يستقيم بدون أن يقع.

يستطيع أخيرًا أن يسحب أو يدفع شيئًا أمامه أو خلفه (مثل عربة أطفال أو لعبة مربوطة بخيط).

أما على صعيد الحركة الدقيقة، فيتحكم الطفل أكثر بحركة يديه، مما يسمح له بتركيب ثلاثة مكعبات الواحد فوق الآخر، وبالإمساك بملعقة أو كوب ليأكل أو يشرب وحده، وبفتح ذراعيه لالتقاط الكرة، أو إفراغ سلة أو دلو. كما يتمكن في هذه المرحلة من أن ينزع وحده قبعته وقفّازيه وجاربيه.

لا يعتمد الطفل كثيرًا في هذه المرحلة على أحاسيسه التلقائية. إلا أنه يُسخّر حواسه لختار ويحدد ما يعجبه وما يُثير اشمئزازه.

تصبح ملاحظته البصرية قوية جدًا مما يُمكنّه من التعرف على أشخاص يحيطون به في صور فوتوغرافية، ومن الإشارة في كتاب مُصوَّر إلى أشياء يعرفها نسميها له.

يستطيع استعمال الكلمات، لكن الفرق يبدو شاسعًا بين طفل وآخر في هذا المضمار. إذ يُمكن أن يتراوح عدد الكلمات بين خمس ومائتي كلمة وفقًا للحالات. كما يبدأ بعض الأطفال بربط كلمتين أو ثلاث لتشكيل جملة مفيدة. لكنّ التعبير لا يبدأ فعلياً إلا في السنة التالية. أما القدرة على فهم اللغة فلا بأس بها، حتى يمكن أن نقول إن الطفل “يفهم كل ما يُقال له”.

يتطور عمل الفكر أكثر فأكثر، إذ يتحول التقليد إلى طريقة تعلم أساسية ويكتشف الوالدان أن لتصرفاتهما أثرًا أكبر من الكلام. من جهة أخرى يُصبح الطفل قادرًا على فهم العلاقات الرمزية. يُمكنه أن يجد حلولا لبعض المشكلات عن طريق التفكير فقط بدون أن يحتاج للتصرف. ويكون الطفل صورًا ذهنية للأشياء والأشخاص والأماكن. تسمح له تلك الصور الداخلية الأولى بالتحرر من الاعتماد على حواسه واختلاق أفكار جديدة حول تصرفات لم يرها و لم يُجربها سابقًا.

يمكنه في هذه المرحلة أن يعرف الأشياء بواسطة مُخيلته. وذلك الانفتاح على الصعيد الرمزي هو ما يسمح للطفل بالولوج إلى عالم السحر والخرافة حيث كل شيء ممكن.

وهكذا فإن الحركة المتناسقة والصور الذهنية بالإضافة إلى حدس ناشطٍ، تساهم كلها في جعل الطفل يؤثر بشكل فعّال على محيطه.

في السنة الثانية من عمره، يترك الطفل المساحة الحسية-الحركية sensori-moteur ليدخل إلى عالم الفكر.

حتى لو كبر الطفل كثيرًا، فهو لا يزال طفلا كبيرًا. تجدونه نشيطًا جدًا، لكنه انفعالي جدًا أيضًا. لا يستريح أبدًا ويملّ بسرعة مما يفعل. مما يفرض أن نغيّر له دائمًا الألعاب التي نقترحها عليه.

قد يبدو لكم أنه يجرّكم دائمًا باستفزازاته إلى صراع القوة، يجب أن تعلموا أنه يطمئن عندما يعلم أنه ليس الزعيم وأن ثمة سلطة أعلى منه. فالطفل يخاف من نوبات غضبه أكثر مما يخشاها والداه، لذلك هو بحاجة لأن يؤكدا له حبهما. بهذه الطريقة فقط، يتراجع شيئًا فشيئًا عن رفضه المطلق وعدوانيته. وذلك يتطلب أن يتحلى المحيطون به بالحزم والهدوء والمرح، وأن يبقوا دائمًا تحت تصرفه.

اسئلة متعلقة

0 معجب 0 شخص غير معجب
6 إجابة 376 مشاهدات
سُئل مارس 29، 2021 في تصنيف تنمية طفلك بواسطة منوعات (2.9مليون نقاط)
...