ما هي أسباب نزول سورة النصر؟
لعلنا نعلم أن الله سبحانه وتعالى محيط بعلم كل شيء، ومطلع على أحوال العباد، وكان يأمر بنزول الوحي على رسول الله صلى الله عليه وسلم عن طريق جبريل عليه السلام لكي يبين له الكثير من الأمور التي ترشد المسلمين إلى العمل الصالح.
والنهي عن المنكر، ومن هنا نجد أن كل آية من آيات القرآن الكريم، وكذلك كل سورة من سوره جاءت لسبب وحكمة، ولم تنزل على رسول الله هباءًا، ومن أعظم السور التي نزلت على رسولنا الكريم هي سورة النصر، حيث ورد في سبب نزولها:
- جاءت سورة النصر لأخبار رسول الله صلى الله عليه وسلم بعلامة مهمة جداً في حياة المسلمين وهي فتح مكة المكرمة، والانتصار على الكفار، ونشر الدين الإسلامي بين الناس، كما أن هناك سبب أقوى لنزول هذه السورة وهو دنو أجل رسول الله صلى الله عليه وسلم أي وفاته.
- ما يؤكد أسباب نزول هذه السورة ما أخرجه الإمام البخاري:
عن عباس رضي الله عنهما قال كان عمر يدخلني مع أشياخ بدر فقال بعضهم: لما تدخل هذا الفتى معنا ولنا أبناء مثله؟ فقال: إنه ممن قد علمتم، قال: فدعاهم ذات يوم ودعاني معهم، قال: وما رأيته دعاني يومئذ إلا ليريهم مني، فقال: ما تقولون في:
( إذا جاء نصر الله والفتح ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجاً).
حتى ختم السورة فقال بعضهم: أمرنا أن نحمد الله ونستغفره إذا نصرنا وفتح علينا، وقال بعضهم لا ندري، أو لم يقل بعضهم شيئاً.
فقال لي: يا ابن عباس، أكذلك قولك؟ قلت: لا، قال فما تقول؟ قلت: هو أجل رسول الله صلى الله عليه وسلم أعلمه الله له: ( إذا جاء نصر الله والفتح ) فتح مكة، فذاك علامة أجلك: (فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان توابا )، فقال عمر: ما أعلم منها إلا ما تعلم.