نصيحة الرسول لابن عباس
يحكي سيدنا ابن العباس الصحابي الجليل رضي الله عنه الحديث الذي دار بينه وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم بينما كان يركب خلفه يوما ما، فيقول في الصحيحين:
- “عن أبي العباس عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال: كنت خلف النبي صلى الله عليه وسلم يوما ، فقال: ( يا غلام ، إني أُعلمك كلمات: احفظ الله يحفظك ، احفظ الله تجده تجاهك، إذا سأَلت فاسأَل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أن الأُمة لو اجتمعت على أَن ينفعوك بشيء ، لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء، لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفت الصحف) رواه الترمذي وقال : حديث حسن صحيح.
رواية أخرى لحديث ابن عباس
- وفي رواية الإمام أحمد: ( احفظ الله تجده أَمامك ، تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك فـي الشدة، واعلم أَن ما أَخطأَك لم يكن ليصيبك، وما أَصابك لم يكن ليخطئك، واعلم أَن النصر مع الصبر، وأن الفرج مع الكرب، وأن مع العسرِ يسرا ).
الدروس المستفادة من حديث الرسول لابن عباس
نستنتج من حديث الرسول لابن عباس بوجوب وضرورة بقاء حبل ود متصل بين العبد وربه حتى في أحلك لحظات حياته، يجب حفظ الله ومعاملته في كل أمور حياتنا اليومية المعيشية منها كانت أو الدينية، حفظك لله، يجعلك في معيته وكنفه.
نرى أيضا ضرورة التوجه إلى الله في طلب حوائجنا مع ضرورة معرفتنا بقدرته چل وعلا على إجابة سؤالنا وأنه لا يعجزه شيء سبحانه، إذا أراد شيء فإنما يقول له كن فيكون.
فوائد حديث الرسول لإبن عباس
الاستعانة تكون حاجة الشخص الضعيف إلى شخص آخر قوي ليقضي عنه حوائجه و يعينه في أموره جمعاء، فيخبر الرسول سيدنا العباس بضرورة التوجه بهذا الطلب لله واختصاصه به، فلا أحد على وجه البسيطة يستطيع تحقيق ما تصبو إليه، سواه سبحانه وتعالى.
فيقول له الرسول إذا كنت مستعينا بأحد فليكن الله، وبعد ما علمه الرسول آداب طلب عون الله، يطمئن قلبه فيقول: واعلم أن ما اخطأك لم يكن ليصيبك، أي ما ذهب منك لم يكن لك من البداية، فهو خارج أقدارك التي قدرها الله لك وكتبها عليك، فلا فائدة من الندم والتمني وقول لو كنت فعلت كذا لكان كذا، إنما هي أقدار كتبها الله على عباده وهيأ لها الظروف لعدم حدوثها.