0 معجب 0 شخص غير معجب
93 مشاهدات

1 إجابة واحدة

0 معجب 0 شخص غير معجب
بواسطة (3.5مليون نقاط)
 
أفضل إجابة

منهم المرتدون

الاجابة

من هم المرتدين ؟ وما حكمهم في الاسلام ؟

أشد ما يواجه المسلمون اليوم هو منازعتهم في عقيدتهم، وأعظم ما يكيده أعداء الدين أن يفتنوا المسلم في دينه حتى يجعلوه ينكص على عقبيه كما قال تعالى: “وَلاَ يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِن اسْتَطَاعُوا”، فالردة من أخطر ما يكون على المجتمع إذ بذلك يخرج المرء من دينه، وتنهار الروابط الإيمانية، ولهذا كان من واجب المجتمع أن لايدع هناك فرصة لإعداء بأن ينشروا الكفر والإلحاد بين أبناء المسلمين، وان يقاوموا الردة كما فعل أبو بكر والصحابة رضي الله عنهم حين قاتلوا أهل الردة. ومن الخطر كل الخطر أن يبتلي المجتمع المسلم بالمرتدين المارقين، ولا يجد من يواجهها ويقاومها. ويصدق فينا قول القائل “ردة ولا أبا بكر لها[1]”.

ونقصد بالمرتد الذي يكفر بعد إسلامه نطقاً، أو اعتقاداً، أو فعلاً. “والردة إنما تصح من كل بالغ عاقل مختار، فأما الصبى والمجنون فلا تصح ردتهما.[2]” .وعندما نتكلم عن الردة فالمقصود هو الخروج من الإسلام بأي صورة كانت، فنحن هنا نتكلم عن الردة كمفهوم الخروج من الدين وحسب.

وقد جاءت السنة الصحيحة بقتل المرتد فقد أخرج البخاري رحمه الله أن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أُتى بزنادقة فأحرقهم ، فبلغ ذلك ابن عباس رضي الله عنهما فقال : لو كنت أنا لم أحرِّقهم لنهي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : (لا تعذِّبوا بعذاب الله ، ولقتلتهم لقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : من بدّل دينه فاقتلوه[3]) .

وقام الصحابة رضي الله عنهم بتطبيق هذا الحكم ، فعندما زار معاذ بن جبل أخاه أبا موسى الأشعري رضي الله عنهما ، وكانا أميرين في اليمن ، فإذا رجل موثق ، فقال معاذ : ما هذا ؟ قال أبو موسى : كان يهودياً ، فأسلم ثم تهوّد ، ثم قال : اجلس ، فقال معاذ : لا أجلس حتى يقتل قضاء الله ورسوله (ثلاث مرات) ، فأمر به فقتل[4].

وانعقد إجماع الأمة منذ أواخر القرن الثاني الهجري على قتل المرتد، وهو إجماع يعتمد على السنة القولية وعلى عمل الصحابة وأقوالهم وأقوال التابعين. وقد ذكر الإجماع على قتل المرتد النووي في المجموع[5] وكذا ذكره ابن قدامه في المغني[6].

يقول القاضي عياض : “وأجمع فقهاء بغداد أيام المقتدر من المالكية على قتل الحلاج وصلبه لدعواه الإلهية والقول بالحلول ، وقوله : “أنا الحق” مع تمسكه في الظاهر بالشريعة ، ولم يقبلوا توبته”.

اعترض بعض الكتَّاب في عصرنا على هذا القول، وقالوا بعد وجوب قتل المرتد، ولهم في ذلك أدلة سأذكرها ثم أناقشها لبيان أن الحق خلاف ماذهبوا إليه:

أدلة القائلين بعدم قتل المرتد:

أولاً: القرآن نفى الإكراه في الدين فالله سبحانه وتعالى يقول :” لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ” وقوله تعالى:” وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لآمَنَ مَن فِى الأرض كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنتَ تُكْرِهُ الناس حتى يَكُونُواْ مُؤْمِنِينَ” فأساس الايمان هو التصديق القلبي والقناعة العقلية، وأنه لا يصح إيمان المقلد والمكره. وإجبار الناس على الايمان يؤدي بهم إلى النفاق.

ثانياً: القرآن لم ينص على عقوبة دنيوية، بل قال الله تعالى : “وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر” وقوله تعالى “إن هذه تذكرة فمن شاء اتخذ إلى ربه سبيلاً” وقوله تعالى: “فذكر إنما أنت مذكر لست عليهم بمسيطر” وقوله تعالى: “وقالت اليهود ليست النصارى على شيء وقالت النصارى ليست اليهود على شيء وهم يتلون الكتاب كذلك قال الذين لا يعلمون مثل قولهم فالله يحكم بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون” وقوله تعالى:”وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ لا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ” فكيف نعاقبه في الدينا والله هو الذي يحكم بينهم يوم القيامة.

ثالثاً: أن الرسول عليه الصلاة والسلام ما عليه إلا البلاغ والله تعالى هو الذي يحاسب عباده كما قال الله تعالى :” فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلاغُ وَعَلَيْنَا الْحِسَابُ ” وقوله تعالى :” إِنَّمَا أَنْتَ نَذِيرٌ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ ” وقوله تعالى : ” لَيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ ” وقوله تعالى : ” فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ * لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُسَيْطِرٍ ” وقوله تعالى : ” فَأَعْرِضْ عَنْ مَنْ تَوَلَّى عَنْ ذِكْرِنَا وَلَمْ يُرِدْ إِلا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا ”

رابعاً: ينبغي أن تحمل عقوبة المرتد على من سعى لهدم مقومات حياة المسلمين أو حارب المسلمين قولا أو عملا أو خان البلاد لا على مجرد الارتداد. ويدل على هذا قول رسول الله صلى الله عليه وسلم : “لا يحل دم امرئ مسلم إلا بإحدى ثلاث: الثيب الزاني، والنفس بالنفس، والتارك لدينه المفارق للجماعة” فالمفارق للجماعة هو من تمرد وعصى وحارب المسلمين وأتى بأقوال أو أفعال بقصد السعي في هدم المجتمع المسلم، وتقويض أركانه، والعمل بكل طريق على هدم مقوماته. فمناط العقوبة في الردة ليس هو “الخروج من الإسلام”، بل الاعتداء المادي أو المعنوي على الإسلام أو المسلمين بما يهدد أمن وسلامة الأمة.

خامساً: لم يقتل رسول الله صلى الله عليه وسلم المنافقين الذين ارتدوا عن الإسلام بقلوبهم، مع إظهارهم الانخراط في جماعة المسلمين.

سادساً: أن حد المرتد يدخل في باب السياسة الشرعية التي يرجع أمرها للحاكم، وأن أمر النبي صلى الله عليه وسلم حين قال ( من بدّل دينه فاقتلوه ) هو من باب السياسة الشرعية التي لا تحمل صفة الحكم التعبدي الشرعي الدائم كالصلاة و الزكاة و غيرها، بل كان في ذلك الوقت مصلحة في قتل المرتد لردع ضعاف النفوس و خمد فتنة المنافقين .

 يمكنك الاطلاع على المزيد من خلال منهم المرتدون

اسئلة متعلقة

0 معجب 0 شخص غير معجب
1 إجابة 103 مشاهدات
...