تبارك الرحمن أحسنت في التدبر وإعمال الفكر، الحكمة الرئيسة -والله أعلم- كان تفويض الصلاحيات تخطيطاً استراتيجياً بعيد المدى؛ فهو يعد الصحابة الكرام لمعارك كبرى في زمن الفتوحات الإسلامية، معارك ستكون بعيدة عن مركز الخلافة، تحتاج قرارات تكتيكية سريعة حاسمة.
كانت تلك السرايا بمثابة دورة تدريبية أقرب للمناورات العسكرية يتعلم فيها الأفراد على التكيف مع السفر للجهاد مسافات طويلة، ويتعلمون السمع والطاعة ويمارسونها عملياً، ويجربون مختلف الأسلحة والتكتيكات العسكرية التي تفاجئ العدو بمكرها غير المتوقع.
لا يقلل أحد من شأن الفارس العربي المنفرد، أو الذي يقاتل في زمرة بسيطة مع مجموعة فرسان من قبيلته، لكن كان ينقصهم قبل الإسلام العمل تحت إمرة قائد ليس من قبيلتهم، والسمع والطاعة له، والقتال في جيش نظامي محترف.