أنا رجل متزوج منذ أربعة أشهر، ولاحظت بعض الأمور التي تُشعرني بالتقزز في زوجتي، وخاصة في جسدها، وأريد الطلاق منها، فهل يجوز للرجل أن يطلق زوجته إذا رأى منها ما يكره؟
حياك الله أخي السائل الكريم، وأسأل الله -تعالى- أن يوفقك وزوجتك، قال الله -تعالى-: (وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِن كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا)، "النساء: 19" ومعنى "فإن كرهتموهنّ" كما قال المفسّرون: أي الزوجات لقباحةٍ فيهنّ أو لسوء خلق لا يصل للفاحشة.
وقد بيّن الإمام القرطبي في تفسيره أنّه يندب للرجل في هذه الحالة أن يحتمل زوجته، عسى أن يرزقه الله -تعالى- منها ذرّيّة صالحة، وقد حثّ النبي -صلّى الله عليه وآله وسلّم- على أن يحتمل الرجل زوجته، فلا يبغضها بغضا كاملًا يؤدي إلى أن يفارقها، أو يفكّر في فراقها، ولكن يتغاضى عن سيئاتها للحسنات التي فيها.
وفي الحديث الصحيح يقول النبي -صلّى الله عليه وآله وسلّم-: (لا يَفْرَك مؤمنٌ مؤمنةً، إن كره منها خُلُقًا، رضي منها آخر، أو قال: غيره)، "رواه مسلم، صحيح" ومعنى يفرك: أي لا يبغضها بالكليّة، وعليه فإنني أنصحك أن تحتمل زوجتك، فالله تعالى سيعوّضك، ولعلّك لو قارنت بين ما سيترتّب على الطلاق من منغصاتٍ وعدم راحة.
وأودّ لفت انتباهك إلى أنّ ما رأيته من زوجتك قد يكون أمرًا موجودًا عند أغلب النساء كالذي يحدث عندهنّ في فترة الحيض أو الولادة وغيرها، وما رأيته في زوجتك بإمكانك تنبيهها عليه بلطفٍ وستجد منها استجابةً -بإذن الله-، وربما وجدتْ زوجتك فيك ما تكره في قادم الأيّام، فالأيّام تتقلّب، والصبر هو المطلوب.
بالإضافة إلى أنّ فترة أربعة أشهر قصيرة، لا تكفي بأن تعتاد عليها ولا أن تعتاد زوجتك عليك، ومثل هذه العيوب تختفي -غالبا- مع الأيّام بعد أن يعرف كلّ واحدٍ منكما طبع صاحبه، وما يحبّ وما يكره، فاستعن بالله واصبر.
أمّا حكم طلاق زوجتك فتعتريه الأحكام الخمسة، ولا بُدّ من عرض حالتك على المفتي الموجود في بلدك ليأخذ منك التفاصيل، وقد يستدعي الأمر أن يطلب زوجتك، وأكرر نصحي لك بالصبر، فكم من شخصٍ ندم على الطلاق، وأسأل الله لكما التوفيق والوفاق.