حياك الله أختي الكريمة، ووفقك الله وفتح عليك فتوح العارفين، غزوة بني قريظة هي غزوة حدثت في السنة الخامسة للهجرة بين المسلمين بقيادة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ويهود بني قريظة، وقعت على أرض المدينة المنورة.
حيث إن الغزوة قامت بعد أن نقض يهود بني قريظة العهود والمواثيق التي كانت بينهم وبين المسلمين التي جاءت في معركة الخندق، وبينما كان المسلمون منهمكون بالمعركة وحماية المدينة كان يهود بني قريظة يقومون بالهجوم على نساء المسلمين، بالإضافة إلى محاولتهم في فتح ثغرة لدخول الأحزاب لداخل المدينة وقضائهم على المسلمين.
ويجدر الذكر أن غزوة بني قريظة جاءت بأمر إلهي من قبل الوحي جبريل عليه السلام، فعن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها قالت: (لَمَّا رَجَعَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مِنَ الخَنْدَقِ، ووَضَعَ السِّلَاحَ واغْتَسَلَ، أتَاهُ جِبْرِيلُ عليه السَّلَامُ، فَقالَ: قدْ وضَعْتَ السِّلَاحَ؟ واللَّهِ ما وضَعْنَاهُ، فَاخْرُجْ إليهِم قالَ: فَإِلَى أيْنَ؟ قالَ: هَا هُنَا، وأَشَارَ إلى بَنِي قُرَيْظَةَ، فَخَرَجَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إليهِم). "أخرجه البخاري"
حيث إن النبي صلى الله عليه وسلم قام للقتال بعدما شعر بأنه أمر إلهي، وجعل منادي ينادي بالناس ويقول: (لا يُصَلِّيَنَّ أحَدٌ العَصْرَ إلَّا في بَنِي قُرَيْظَةَ)، "أخرجه البخاري" وتقدمهم جبريل عليه السلام فأرعب يهود بني قريظة وزلزل حصونهم.
وكان عدد المسلمين في هذه المعركة ثلاثة آلاف مقاتل، وستة وثلاثين خيلاً بقيادة علي بن أبي طالب رضي الله عنه الذي كان حاملًا لراية المسلمين، وعدد اليهود من بني قريظة ما يقارب سبعمئة فقط.
وقام المسلمون بهذه الغزوة بمحاصرة يهود بني قريظة مدة خمسة وعشرين ليلة، وقيل إحدى وعشرون ليلة فقط، وعندما تعبوا وأُجهدوا ولم يبقَ لديهم القوة للحصار، تناقشوا فيما بينهم ووصلوا لنتيجة التحكيم.
وقد انتصر المسلمون في هذه الغزوة التي انتهت باستسلام يهود بني قريظة وقيامهم بالتحكيم، وقد أراد اليهود أن يحكم عليهم في التحكيم سعد بن معاذ الذي كان حليفاً لهم في الجاهلية، ولكنه حكم بقتل الرجال وسبي نسائهم وأخذ أموالهم.