حيّاك الله السائل الكريم، يمكن اعتبار جهاد النفس من أنواع الجهاد في سبيل الله؛ بل إنَّ من أعظم وأكمل أنواع الجهاد؛ هو جهاد النَّفس على طاعة الله -تعالى- والبُعد عن الأهواء والشهوات.
ومما يدل على ذلك:
قال -تعالى-: (وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى* فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى)، "النازعات: 40-41" فمن استطاع على جهاد نفسه ومقاومة شهواته ولذّاته، يستطيع أن يفعل أعظم من ذلك بإذن الله -تعالى-.
قال رسولُ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- في حجَّةِ الوداعِ: (ألَا أُخبِرُكم بالمؤمنِ: مَن أمِنه النَّاسُ على أموالِهم وأنفسِهم والمسلمُ مَن سلِم النَّاسُ مِن لسانِه ويدِه والمجاهدُ مَن جاهَد نفسَه في طاعةِ اللهِ والمهاجرُ مَن هجَر الخطايا والذُّنوبَ). "أخرجه ابن حبّان في صحيحه"