كثيراً أمرّ على قصة بقرة بني إسرائيل أو البقرة الصفراء عند قراءتي لسورة البقرة، لكن أشكل علي أمراً أريد الاستفسار عنه: ما الحكمة من ذبح البقرة في سورة البقرة؟
حياك الله، ذكر أهل العلم أن بني إسرائيل وهم ماكثون في أرض التيه حدثت لهم مجموعة من الوقائع والأحداث؛ التي احتاجت فصلاً من نبيهم موسى -عليه السلام-؛ لذلك كان ذبح البقرة، إذ قيل أن رجلاً من بني إسرائيل كان يرث أحد أقربائه؛ ولم يكن له وارث غيره، لكنه استبطأ فقتله حتى ينال ورثته، ثم قام فذهب بجثته بعيداً.
ولما وجدها القوم تنازعوا واختلفوا في أمر قتله وحقيقة قاتله؛ فلما احتكموا إلى نبي الله موسى -عليه السلام- أمرهم بذبح البقرة بوحي من الله -تعالى-؛ فاستغربوا وتعجبوا من هذا -وإن كانوا في بادئ الأمر معذورون-، قال -تعالى-: (وَإِذْ قَالَ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تَذْبَحُوا بَقَرَةً ۖ قَالُوا أَتَتَّخِذُنَا هُزُوًا ۖ قَالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ). [البقرة: 67]
كما قال -تعالى-: (وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْسًا فَادَّارَأْتُمْ فِيهَا ۖ وَاللَّهُ مُخْرِجٌ مَّا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ* فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا ۚ كَذَٰلِكَ يُحْيِي اللَّهُ الْمَوْتَىٰ وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ)، [البقرة: 72- 73] وقد علق أهل العلم على هذه الآيات قائلين بأنها وإن كانت مؤخرة لفظاً، إلا أنها مقدمة بالمعنى؛ أي إن سبب ذبح البقرة ما كان من قتل النفس التي اختلفوا في أمرها.
إضافة إلى ما سبق فإن ذبح البقرة معجزة لهم، واختباراً لإيمانهم وطاعتهم بعدما عبدوا العجل، وعصوا أمر الله وأمر نبيه.