حياكم الله، تقسم السنن التي نصليها بعد صلاة العشاء إلى قسمين:
أولاً: السنن المؤكدة، وهي كما يأتي:
ركعتيْن تُصلّيان بعد الفريضة؛ لِلحديث المتفّق عليه عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنه- قال:(صَلَّيْتُ مع رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ... ورَكْعَتَيْنِ بَعْدَ العِشَاءِ)، وهذه تسمى سنن راتبة.
صلاة الوتر، قال رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: (الوِترُ حقٌّ على كلِّ مسلمٍ فمن أحبَّ أن يوترَ بخمسٍ فليفعلْ ومن أحبَّ أن يوترَ بثلاثٍ فليفعلْ ومن أحبَّ أن يوترَ بواحدةٍ فليفعلْ). "أخرجه ابن حجر، حسن"
ولكَ أن تصلّي الوتر ركعتين ركعتين، وتختم بواحدة، أو تصلّي ثلاث ركعات متصلة دون تشهد أوسط حتى لا تشبه المغرب، ولكَ أن تزيد على خمسة، فتصلّي سبعاً، أو تسعاً، أو أحد عشر، وهذا فعل النبي- صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ-، أو ثلاثة عشر.
ما نسميه بالشفع، وسألتَ عنه بسؤالك، هو آخر ركعتين تصلّيان قبل الختم بركعة فردية، يُسن فيها قراءة سورة الأعلى في الركعة الأولى، وفي الثانية سورة الكافرون، أما الركعة الفردية فيسن فيها قراءة سورة الإخلاص؛ لحديث النبي- صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ-: (أنَّ رسولَ اللهِ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم-كان يوترُ بثلاثٍ يقرأ بسبِّحِ اسمَ ربِّك الأعلى، وقل يا أيها الكافرون، وقل هو اللهُ أحدٌ). "أورده الألباني، صحيح"
ثانيا:السنن غير المؤكدة
وهي ما نُصليه تطوعاً بعد الركعتين الراتبة، ويعتبر من قيام الليل، ومستحبُ أن تُصلّى ركعتين ركعتين؛ لحديثِ ابن عمر المتفق عليه: (صلاةُ الليل مثنى مثنى فإذا خشيت الصبح فأوتر بواحدة)، ولك أن تصليَ في أول الليل أو وسطه أو آخره، ما شئتَ من عدد الركعات، فليس لها حد، وإذا وافقت الثلث الأخير من الليل، حصلتَ على فضيلة هذا الوقت، الذي يشهده الله وملائكته، ويستجاب فيه الدعاء.