حيّاك الله السائل الكريم، قد يلجأ الداعية المُسلم إلى أسلوب الشِّدة والترهيب في دعوته، في حال كان الداعية قد استنفد جميع الأساليب الدعوية المُتاحة أمامه، وكان قد أقام كافّة الحُجج والبراهين مع الشخص المُخاطب بالدعوة.
ويختلف خِطاب الشِّدة في حال كان المَعني بالدعوة من مُعتنقي دين الإسلام أو لا؛ إذ إنَّ دعوة المسلم بهذا الأسلوب تكون بالاستدلال بآيات عن عذاب جهنم، أو علامات الساعة، أو مصير الأمم الكافرة مثلاً، ومن هذه الآيات:
قوله -تعالى-: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ* يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَىٰ وَمَا هُم بِسُكَارَىٰ وَلَٰكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ). "سورة الحج: 1-2"
قال الله -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَّا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ). "سورة التحريم: 6"
أما غير المُسلم فلن ينفع معه هذا الأسلوب؛ لأنه لا يؤمن بالنصوص القرآنية أو الأحاديث النبوية، وإنما يحرص الدَّاعي على اتباع أساليب تعتمد الدلائل العلمية والعقلية، مع الالتزام بالأسلوب اللَّين الحسن.