0 معجب 0 شخص غير معجب
40 مشاهدات

1 إجابة واحدة

0 معجب 0 شخص غير معجب
بواسطة
 
أفضل إجابة

ما هو المقصود بالعبادة؟

السلام عليكم، أصيب والدي بجلطة فقد على إثرها النطق والفهم، وأصابه فقد للذاكرة، ولذلك هو لا يستطيع الصوم ولا الصلاة، وأريد أن أعرف هل على المريض الفاقد للذاكرة كفارة للصوم والصلاة؟
الإجابة 
حياك الله السائل الكريم، وأسأل الله أن يعافي والدك، ويشافيه، ويرحمه برحمته الواسعة، أمّا بخصوص حالة والدك الصحية فهي تحتمل أمرين:
أن يكون وصل إلى مرحلة نسي فيها كل شيء؛ من كيفية الصلاة، والصوم، والطهارة، ولو ذُكِّر لا يتذكر، ولو علم لا يتعلم، فهو صار أشبه بفاقد العقل أو فاقد العقل فعلاً، فمثل هذا سقط عنه التكليف، ولا يجب عليه صلاة، ولا صوم، ولا كفارة عليه، ولا قضاء؛ لأنه لم يعد مخاطبًا بالعبادات والتكاليف بشكل عام.
وجاء في الحديث عن علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (رُفِع القلمُ عنْ ثلاثةٍ عنِ الصغيرِ حتى يبلُغَ وعَنِ النائمِ حتى يستيقظَ وعنِ المصابِ حتى يُكشفَ عنهُ). "أخرجه البخاري"
المُصاب هنا هو المجنون ومن في حكمه ممّن فقد عقله أو ذاكرته تمامًا، فهذا رُفِع التكليف عنه حتى يرجع إليه عقله، فإن تحسّن والدك وعادت له ذاكرته عاد عليه الوجوب، وأمّا ما سبق فليس عليه قضاؤه؛ لأنّه ليس مخاطبًا أصلاً خلال زوال عقله.
أن يكون فقدان لذاكرته ليس كُليّاً؛ فهو لو ذُكِّر بالصلاة يتذكرها ويتذكر مواعيدها، ولو ذُكِّر بكيفيتها يتذكرها، ولو ذُكِّر بالصيام فإنّه يتذكر ويفهم المعنى، فعقله معه وإن كان فيه ضعف، ففي هذه الحال يبقى مُخاطبًا بالصلوات، والصيام، والتكاليف الشرعية التي يقدر عليها.
فلو دخل وقت الصلاة يُذكَّر بذلك، ويتطّهر ويتوضأ كيفما استطاع، ويصلّي على الحال التي يقدر عليها قائمًا، أو قاعدًا، أو نائمًا على جنب.
ولو دخل شهر رمضان وهو عاجزٌ عن الصيام مع معرفته وفهمه للتكليف، فإنّه يُخاطب بالفدية أو الكفارة بإطعام مسكين عن كلِّ يومٍ، ولو كان عقله يأتي أحيانًا ويذهب أحيانًا، فإنّه يُخاطب بالتكليف عند فهمه ويزول عنه الخطاب عند عدم فهمه.

اسئلة متعلقة

0 معجب 0 شخص غير معجب
1 إجابة 43 مشاهدات
...