ما قبلة المسلمين الأولى قبل الكعبة المشرفة؟
حياك الله السائل الكريم، وصحيحٌ ما قاله صديقك، إذ اتّخذ النبي -صلى الله عليه وسلم- بيت المقدس قبلةً في صلاته منذ بعثته، وقد استمرّ وبقي على ذلك طيلة مدّة المرحلة المكّية، وكان -عليه الصلاة والسلام- يجمع بين الكعبة وبين المقدس في صلاته.
ثمّ لما كانت الهجرة المدنية وهاجر -عليه الصلاة والسلام- إلى المدينة المنورة لم يستطع الجمع بين بيت المقدس والكعبة في صلاته، فأمر أصحابه بالتوجّه إلى بيت المقدس، وظلّ الأمر كذلك حوالي 16 أو 17 شهراً، ثمّ أنزل الله في كتابه آيات تأمر النبيّ وصحبه بالتحوّل في قبلتهم إلى الكعبة المشرّفة، حيث كانت قبلة سيدنا إبراهيم -عليه السلام-.
وكان النبيّ يحبّ التوجّه إلى بيت الله الحرام؛ لأنّه قبلة أبي الأنبياء إبراهيم -عليه السلام-، وحتى يستميل العرب للدخول في الإسلام، وحتى يُخالف اليهود، قال -تعالى-: (قَدْ نَرَىٰ تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ ۖ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا ۚ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ۚ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ ۗ وَإِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ ۗ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ). [البقرة:144]