حياك الله السائل الكريم، وأسألُ الله لنا ولكَ السداد والرّشاد والتوفيق لأنبل الغايات، وأن ينصرنا على أنفسنا، ويصلح حالنا، وفيما يخصّ سؤالك، فقد جاء في الذكر الحكيم الأمر بحفظ الأيمان، لا سيّما في الأمور المساعدة على الطاعات.
قال -تعالى-: (لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّـهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَـكِن يُؤَاخِذُكُم بِمَا عَقَّدتُّمُ الْأَيْمَانَ فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ ذَلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّـهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) ."المائدة:89"
لذلك يترتيب عليك بدايةً التكفيرعن يمينك التي حَنَثتَ فيها، أي لم تلتزم بتنفيذها، والكفارة هي: أن تُطعم عشرة مساكين، لكلِّ مسكين مقدار كيلوغرام من القمح، أو من قوت أهل البلد، أو كيلو ونصف على خلاف بين أهل العلم، ومن لم يستطع يصوم ثلاثة أيام.
أمّا عن موضوع العادة السرّية، فهي من البلاء الذي يمتحن الله به الشباب، وقد اختلف أهل العلم في حُكمها، تبعاً لحال من يمارسها، وما يتلبس به من الأحوال أو الآثام حال فعله لها، ومدى ضررها النفسي أو الجسدي عليه، وفق ما يُقدّره أهل الطب والاختصاص، فمن المعلوم أنّ الشرع قد نهى عن إلحاق أي وجه من أوجه الضرر بالنفس والجسد، فاحرص على ألّا تعود لذلك.
وعلى العُزَّاب أن يستعينوا بحديث ابن مسعود -رضي الله عنه- في قوله: كنّا مع النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: (يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنّه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم، فإنّه له وجاء)، "أخرجه البخاري" أي إنّ الصوم قاطع للشهوة ودوافعها لمن لا يستطيع الزواج.