حياك الله، وشعورك بالذنب وتأنيب الضمير له دلالة طيّبة إن شاء الله، وبعد توبتك من هذا الذنب؛ ينبغي عليك:
ردّ المظلمة إلى من ظلمته.
تطلب منه مسامحتك والعفو عنك.
يجدر بك أن تكثر من الاستغفار.
ولتعلم أنّ الله -تعالى- غفورٌ رحيم واسع المغفرة، فقد قال -تعالى-: (وَمَن يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَّحِيمًا)،(النساء: 110) وقال -تعالى-: (فَمَن تَابَ مِن بَعْدِ ظُلْمِهِ وَأَصْلَحَ فَإِنَّ اللَّهَ يَتُوبُ عَلَيْهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ)."المائدة: 39"
والتوبة النصوح يعني أن تتلخّص من هذا الذنب الذي تشعر به، وتأمن عدم دعاء هذا المظلوم عليك، يجب عليك أن ترد عليه مظلمته إذا كانت ممّا يمكن استيفاءه؛ فإن كنت ظلمته بأن أكلت له مالًا بالباطل فإنّ عليك أن تردّ إليه المال، وإن لم تتمكّن من ذلك فتصدّق بها بنيّة الأجر للمظلوم.
وقد شدّد النبيّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- على هذا الأمر؛ حيث أخرج البخاري في صحيحه عن أبي هريرة -رضيَ الله عنه- أنّ النبيّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- قال: (مَن كانَتْ عِنْدَهُ مَظْلِمَةٌ لأخِيهِ فَلْيَتَحَلَّلْهُ مِنْها، فإنَّه ليسَ ثَمَّ دِينارٌ ولا دِرْهَمٌ، مِن قَبْلِ أنْ يُؤْخَذَ لأخِيهِ مِن حَسَناتِهِ، فإنْ لَمْ يَكُنْ له حَسَناتٌ أُخِذَ مِن سَيِّئاتِ أخِيهِ فَطُرِحَتْ عليه).
وأمّا إن كنت قد ظلمته بأمور لا يمكن استيفائها كالكذب عليه أو استغابته، فعليك أن تحاول طلب مسامحته، وأن تستغفر الله -تعالى-، وتدعو لمن ظلمته بالخير، وتذكره بين النّاس بالخير، وعليك أن تعلم أنّ الله -سبحانه وتعالى- مطّلع على النوايا، عالمٌ بقلوب خلقه، فأحسن توبتك واستغفر ربك، وردّ المظالم إلى أهلها، واطلب العفو ممّن ظلمته، وإن خشيت دعوته فادعو له بالخير.