ما هي مظاهر اعتناء الإسلام بحماية البيئة؟
كلفت بواجب في المدرسة، وأريد أن تساعدوني فيه، وأن ترشدوني إلى مراجع أستطيع الكتابة منها، فقد طلب مني إحضار مظاهر تدل على عناية الإسلام بحماية البيئة، فما هي مظاهر اعتناء الإسلام بحماية البيئة؟
الإجابة
حياك الله السائل الكريم، ووفّقك الله في بحثك، إن مظاهر اعتناء الإسلام في حماية البيئة تظهر في النصوص الشرعية، والأحكام الفقيهة كما يأتي:
قال -تعالى-: (هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا)، "هود: 61" ومن أوجه إعمار الأرض الاعتناء بها، وعدم الإفساد فيها، والمحافظة عليها.
قال -تعالى-: (كُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ)، "الأعراف: 31" والنهي عن الإسراف يشمل عدم الإسراف في الماء، والكهرباء، واستهلاك الموارد، وعدم الإسراف في الطعام والشراب ينتج عنه عدم قتل الحيونات المأكولة بكمية كبيرة بل باعتدال وبقدر الحاجة.
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (إن قامَتِ السَّاعةُ وبِيَدِ أحدِكم فَسِيلةٌ فإنِ استطاع ألَّا تقومَ حتَّى يغرِسَها، فليفعَلْ). "أخرجه أحمد، صحيح"
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (ما مِن مُسْلِمٍ يَغْرِسُ غَرْسًا، أَوْ يَزْرَعُ زَرْعًا، فَيَأْكُلُ منه طَيْرٌ أَوْ إِنْسَانٌ أَوْ بَهِيمَةٌ، إِلَّا كانَ له به صَدَقَةٌ). "أخرجه البخاري"
من وصايا النبي في الحرب وعلى أرض العدو: (لا تَحرِقُوا زَرعًا، ولا تَحبِسوا بَهيمةً، ولا تَقطَعُوا شجَرةً مُثمِرةً) "أخرجه أحمد بإسناد ضعف" والتاريخ يشهد التزام الصحابة -رضوان الله عليهم- بهذه الوصايا، ويؤخذ بالحديث الضعيف في فضائل الأعمال والحفاظ على البيئة من الفضائل.
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (إنَّ اللهَ -تعالى- طيبٌ يُحِبُّ الطيبَ، نظيفٌ يُحِبُّ النظافةَ، فنظِّفوا أفنيتَكم، ولا تشبَّهوا باليهودِ)، "رواه السيوطي، صحيح " والدعوة إلى النظافة لا تقتصر على نظافة البدن والبيت، بل تشمل نظافة البيئة المحيطة، لذلك جاء في الحديث النبوي الصحيح الدعوة لإزالة الأذى عن الطُرق، ورتَّب الجزاء على ذلك، إذ ذكر الرَسولُ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- أربعون صفة يتَّصفُ بها العبد تكون من الإيمانِ والبِرِّ والإحسانِ، فمَن عَمِل بها دخل الجنة بسبب ثوابه عليها، فذكر منها: (إمَاطَةِ الأذَى عَنِ الطَّرِيقِ). "أخرجه البخاري"
تحريم تقطيع الأشجار أو حرقها إلا لضرورة