أهم سمات عصر تدوين التفسير
مراحل التفسير
أهم سمات عصر تدوين التفسير
المرحلة الأولى التفسير في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم
اختلف العلماء في مقدار ما فسره الرسول صلى الله عليه وسلم من القران إلى قولين :
الرسول صلى الله عليه وسلم بيّن لأصحابه معاني القرآن كما بيّن لهم ألفاظه واستدلوا بأدلة منها
(( وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم ولعلهم يتفكرون)) والبيان يتناول الألفاظ والمعاني.
حديث أبي عبد الرحمن السلمي((حدثنا الذين كانوا يقرئوننا: أنهم كانوا يستقرئون من النبي صلى الله عليه وسلم،فكانوا إذا تعلموا عشر آيات لم يخلفوها حتى يعملوا بما فيها من العمل : فتعلمنا القرآن والعمل جميعا))
وحديث أنس بن مالك(كان الرجل إذا قرأ سورة البقرة وآل عمران جد فينا)وما ورد عن ابن عمر أنه أقام على حفظ البقرة عدة سنين قيل ثمان سنين)قالوا ولو كان المراد مجرد الحفظ لما احتاج إلا لزمن يسير فدل على أن المراد فهم المعاني.
وقالوا أن الكلام المقصود منه فهم معانيه دون مجرد ألفاظه فالقرآن أولى والعادة تمنع أن يقرأ قوم
كتابا في فن من العلم كالطب ولا يستشرحوه فكيف بكلام الله.
الرسول صلى الله عليه وسلم لم يبين لأصحابه إلا القليل من معاني الآيات واستدلوا بأدلة منها
ما روي عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت : لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم يفسر شيئا من
القرآن إلا آيا بعدد،علمه إياه جبريل عليه السلام.
قالوا إن الله لم يأمر نبيه بالنص على المراد في الآيات كلها لأجل أن يتفكر عباده في كتابه.
وقالوا لو بين الرسول الكريم كل معاني القرآن لما كان لدعائه لابن عباس((اللهم فقهه في
الدين وعلمه التأويل))
والرأي الراجح: أن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يبين كل معاني الآيات القرآنية لأن :
1-منها مايرجع فهمها إلى معرفة كلام العرب .
2-منها مايتبادر فهمه إلى الأذهان لظهوره مثل (( حرمت عليكم أمهاتكم)) .
3-ومنها ما استأثر الله بعلمه كقيام الساعة .
4-ومنها ما لا فائدة في معرفة أكثر من معناها المتبادر،وعلى هذا لا نستطيع الجزم بأن الرسول
الكريم لم يفسر لأصحابه كل آيات القرآن .
كما أنه لا يصح القول بأن لم يفسر لأصحابه الآيات القليلة وحديث عائشة الذي استدلوا به من رواية
محمد بن جعفر الزبيري .