بعد ذلك يبدا المتنبي بالكلام عن سيف الدولة ومدحه، وكان ذلك هو الغرض الرئيسي من الابيات، فيقوا ان سيف الدولة يطلب من جيشه ان يكون له همة كبيرة وعزيمة كهمت سيف الدولة وقال أيضا ان الجيش همته وعزيمته اقل بكثير من همت سيف الدولة وعزيمته.
حتى انه ذكر ان سيف الدولة يطلب من الناس ان يكون لديهم الخير و الشجاعة والعطاء وهي الأشياء التي توجد في سيف الدولة، وهي الأشياء التي تصعب على ان تمتثل به الأسود.
يفَدّي أَتَم الطَيرِ عمرًا سِلاحه نسور المَلا أَحداثها وَالقَشاعِم
وَما ضَرَّها خَلق بِغَيرِ مَخالِبٍ وَقَد خُلِقَت أَسيافُهُ وَالقَوائِم
كما يذكر أيضا المتنبي على ان النسور الكبيرة المسنة، تقوم بفداء سلاح جيوش سيف الدولة، وذلك لان جيوش سيف الدولة قد تركت من ورائها الكثير من الطعام من الجثث والقتلى من الحروب، وهي التي وفرت على النسور مشقة الصيد، حتى وان كانت تلك النسور دون مخالب فأنها لن تضر من ذلك الامر فجيوش سيف الدولة تكفيها.
هَلِ الحَدَث الحَمراء تَعرِف لَونَها وَتَعلَم أَي الساقِيَينِ الغَمائِم
سَقَتها الغَمام الغر قَبلَ نزولِهِ فَلَمّا دَنا مِنها سَقَتها الجَماجِم
قد قيل بان الحدث هو اسم قلعة ولكن كان للمتنبي رأى اخر، فقد قال المتنبي بان الحدث الحمراء، هي كناية عن اللون الأحمر من الدم الذي اراقه سيف الدولة فيها، ويسال ان كنت لازلت تعرف الحدث بلونه الأول ام نسيته بسبب الدماء التي قد جرت عليها.
وبعدها يقول ان تلك الغمائم قد سقت قلعة الحدث بالماء، ولكن كان ذلك قبل ان يأتي سيف الدولة مع جيشه فقد غير لونها الى الأحمر بسبب الدماء التي جرت بسبب قطع الرؤوس.
بَناها فَأَعلى وَالقَنا تَقرَع القَنا وَمَوج المَنايا حَولَها متَلاطِم
طَريدَةُ دَهرٍ ساقَها فَرَدَدتَها عَلى الدينِ بِالخَطِّيِّ وَالدَهر راغِم
تفيت اللَيالي كلَّ شَيءٍ أَخَذتَه وَهنَّ لِما يَأخذنَ مِنكَ غَوارِم