0 معجب 0 شخص غير معجب
104 مشاهدات
في تصنيف فتاوي بواسطة (177ألف نقاط)

إن كثيرًا من شبان هذا العصر الذين تعلموا بمدارس أجنبية، إن أمرتهم بإقامة الشعائر الدينية كالصلاة وغيرها، أو نهيتهم عن منكر يفعلونه، ردوا على آمرهم وناهيهم بقولهم: (المدار على القلب.

نق قلبك من النيات السيئة تكن مؤمنًا ناجيًا، والله لا ينظر إلى صوركم ولكن ينظر إلى قلوبكم) فما هو الرد الشافي على أمثال هؤلاء والمقنع لهم المدحض لأقوالهم، وما رأي فضيلتكم فيهم؟

1 إجابة واحدة

0 معجب 0 شخص غير معجب
بواسطة (177ألف نقاط)
 
أفضل إجابة

ما حكم شبهة الإباحيين في ترك شعائر الدين ؟

  • إن ما ذكرتم عن هؤلاء الشبان المتفرنجين جهل فاضح، خلاصته أن الدين الذي ينجو به الإنسان من عذاب الآخرة ويستحق به نعيمها الخالد، عبارة عن أمر سلبي باطني، وهو ألا ينوي السوء والشر.

  • ولم يوجد دين في الأرض يقول بهذا؛ وإنما الدين إيمان وعمل صالح ونية صالحة في العمل، بأن يكون لمرضاة الله وما شرع العمل لأجله من تزكية نفس العامل وتحليتها بالفضائل ومنفعة عباده في مثل الزكاة من الأعمال المتعدية الفائدة، فمن استحل ترك الصلاة أو غيرها من أركان الإسلام فهو كافر بإجماع المسلمين.

  • وكذا من استحل شيئًا من المحرمات القطعية كالزنا والسُّكر وأكل أموال الناس بالباطل.

  • قال صلى الله عليه وسلم: «إِنَّمَا الْأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ...» إلخ الحديث المشهور، وهو في أول صحيح البخاري، فمن لا عمل له لا نية له إلا أن ينوي عملًا، ثم يصرفه عنه العجز أو عذر آخر.

  • ومن كان عمله الديني للرياء والسمعة وهوى النفس فهو منافق لا ينفعه عمله؛ وإنما ينفعه إذا كان يعمله اتباعًا مخلصًا لله فيه، ويؤيد هذا المعنى المفصل في تتمة الحديث قوله صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ اللَّهَ لَا يَنْظُرُ إِلَى أَجْسَادِكُمْ وَلَا إِلَى صُوَرِكُمْ، وَلَكِنْ يَنْظُرُ إِلَى قُلُوبِكُمْ» وهو في صحيح مسلم.

  • والمراد أن مدار قبول العبادات كلها على الإخلاص في الأعمال وصدق النية، لا على الظواهر العملية التي تقع من المنافق والصادق، والمرائي والمخلص، وهؤلاء المتفرنجون الإباحيون ظواهرهم قبيحة وبواطنهم أقبح، ولا يعتد بإسلامهم إلا بإقامة أركان الإسلام وترك نواهيه، حتى إذا ما زل أحدهم فترك واجبًا أو فعل محرمًا تاب إلى الله تعالى.

  • وأمر السوء والشر الذي حصروا الدين في عدم نيتهما، تختلف آراء الناس وأهواؤهم فيه حتى قال بعض المفسدين من كتبة مصر: إن العفة ليس لها معنى ثابت، فهي تختلف باختلاف الزمان، فظهور المرأة عارية للرجال وسباحتها معهم في البحار ورقصها معهم في الملاهي كانت تعد في الأزمنة الماضية رذيلة منافية للعفة والفضيلة، وهي تعد الآن من فضائل المدنية بزعمهم.

  • بل استحسنوا الجهر بالفواحش التي يخفيها جميع البشر بداعية الفطرة وسموها الأدب المكشوف.

  • وجملة القول إن الإسلام هو العمل الصادر عن الإيمان والإذعان النفسي لما ثبت في الشرع من الأوامر والنواهي، وهو يستلزم الإخلاص وحسن النية. [1]

اسئلة متعلقة

...