1 إجابة واحدة

0 معجب 0 شخص غير معجب
بواسطة (450ألف نقاط)
 
أفضل إجابة

من قصص الإمام أحمد بن حنبل

  •  قال علي بن أبي فزارة: كانت أمي مُقعَدة (مشلولة) نحو عشرين سنة، فقالت لي يومًا: اذهب إلى أحمد بن حنبل فسَلْه أن يدعوَ الله لي، فمضيت فدققت عليه الباب، فقال: من هذا؟ فقلت: رجل من أهل ذلك الجانب، سألتني أمي وهي كبيرة السن مُقعَدة، أن أسألك أن تدعو الله لها، فسمعتُ كلامه كلام رجل مغضَب، وقال: نحن أحوج أن تدعو الله لنا، فوليت منصرفًا، فخرجَتْ عجوز من داره، فقالت: أنتَ الذي كلمت أبا عبدالله؟ قلت: نعم، قالت: قد تركتُه يدعو الله لها، قال: فجئتُ من فوري إلى البيت، فدققت الباب، فخرجت على رجليها تمشي حتى فتحت لي الباب، وقالت: قد وهَب اللهُ لي العافية؛ (صفة الصفوة لابن الجوزي جـ 2 صـ 350: 349).

  • قال الإمام أحمد بن حنبل: تبيَّنت الإجابة في دعوتين: دعوت الله ألا يجمعَ بيني وبين المأمون، ودعوته ألا أرى المتوكل؛ فلم أرَ المأمون، مات بالبذندون (قرية)، وبقي أحمد محبوسًا بالرقة حتى بويع المعتصم إثر موت أخيه، فرد أحمد إلى بغداد، وأما المتوكل فإنه نوَّه بذكر الإمام أحمد، والتمس الاجتماع به، فلما أن حضر أحمدُ دار الخلافة بسامراء ليحدث ولد المتوكل ويبرك عليه، جلس له المتوكل في طاقة، حتى نظر هو وأمه منها إلى أحمد، ولم يرَه أحمد؛ (سير أعلام النبلاء للذهبي جـ 11 صـ 242: 241).

الإمام أحمد يرفض تولية القضاء:

قال الشافعي لأحمد بن حنبل: إن أمير المؤمنين – يعني محمدًا – سألني أن ألتمس له قاضيًا لليمن، وأنت تحب الخروج إلى عبدالرزاق، فقد نلت حاجتك، وتقضي بالحق.

فقال للشافعي: يا أبا عبدالله، إن سمعتُ هذا منك ثانيةً، لم ترني عندك.

وكان لأحمد بن حنبل ثلاثين سنةً، أو سبعًا وعشرين؛ (سير أعلام النبلاء للذهبي جـ 11 صـ 224).

زهد وورع الإمام أحمد:

  • قال صالح بن أحمد: دخلتُ على أبي في أيام الخليفة الواثق، والله يعلم في أي حالة نحن، وخرج لصلاة العصر، وكان له جِلد يجلس عليه قد أتت عليه سنون كثيرة حتى قد بلي، فإذا تحته كتاب فيه: بلغني يا أبا عبدالله ما أنت فيه وعن الضيق وما عليك من الدَّين، وقد وجهت إليك بأربعة آلاف درهم على يدَيْ فلان؛ لتقضي بها دَينك، وتوسع بها على عيالك، وما هي من صدقة ولا زكاة، إنما هو شيءٌ ورثته من أبي، فقرأت الكتاب ووضعته، فلما دخل قلت له: يا أبت، ما هذا الكتاب؟! فاحمرَّ وجهه، وقال: رفعتُه منك، ثم قال: تذهب بجوابه، فكتب إلى الرجل: بسم الله الرحمن الرحيم، وصل كتابك إليَّ ونحن في عافية، فأما الدَّين فإنه لرجل لا يرهقنا، وأما عيالنا فهم بنعمة الله والحمد لله، فذهبت بالكتاب إلى الرجل الذي كان أوصل كتاب الرجل، فقال: ويحك! لو أن أبا عبدالله قبل هذا الشيء ورمى مثلًا في دجلة، كان مأجورًا؛ لأن هذا الرجل لا يُعرف له معروف، فلما كان بعد حين، ورد كتاب الرجل بمثل ذلك، فرد عليه الجواب بمثل ما رد، فلما مضت سنة أو أقل أو أكثر ذكرناها، فقال: لو كنا قبلناها كانت قد ذهبت؛ (صفة الصفوة لابن الجوزي جـ 2 صـ 344: 343).

  • قال محمد بن موسى بن حماد الزيدي: حمل إلى الحسن بن عبدالعزيز الحروي من ميراثه من مصر مائة ألف دينار، فحمل إلى أحمد بن حنبل ثلاثة أكياس، في كل كيس ألف دينار، فقال: يا أبا عبدالله، هذه ميراث حلال، فخُذْها فاستعن بها على عائلتك، فقال: لا حاجة لي فيها، أنا في كفاية، فردها ولم يقبل منها شيئًا؛ (صفة الصفوة لابن الجوزي جـ 2 صـ 344).

  •  قال المروذي: كان أبو عبدالله إذا ذكر الموت، خنقته العَبْرة.

وكان يقول: الخوف يمنعني أكل الطعام والشراب، وإذا ذكرت الموت، هان عليَّ كلُّ أمر الدنيا، إنما هو طعام دون طعام، ولباس دون لباس، وإنها أيام قلائل، ما أعدل بالفقر شيئًا، ولو وجدت السبيل، لخرجتُ حتى لا يكون لي ذِكر.

وقال: أريد أن أكون في شِعب بمكة حتى لا أعرف، قد بُليت بالشهرة، إني أتمنى الموت صباحًا ومساءً؛ (سير أعلام النبلاء للذهبي جـ 11 صـ 216: 215).

قال المروذي: قلت لأحمد: كيف أصبحتَ؟ قال: كيف أصبح مَن ربُّه يطالبه بأداء الفرائض، ونبيه يطالبه بأداء السنَّة، والملَكان يطلبانه بتصحيح العمل، ونفسه تطالبه بهواها، وإبليس يطالبه بالفحشاء، وملَك الموت يراقب قبض روحه، وعياله يطالبونه بالنفقة؟! (سير أعلام النبلاء للذهبي جـ 11 صـ: 227).

وقال المروذي: قال لي أحمد: ما كتبت حديثًا إلا وقد عملت به، حتى مر بي أن النبي صلى الله عليه وسلم احتجم، وأعطى أبا طيبة دينارًا، فأعطيت الحجام دينارًا حين احتجمت؛ (سير أعلام النبلاء للذهبي جـ 11 صـ: 214).

  • قال إسحاق بن راهويه: لما خرج أحمد إلى عبدالرزاق، انقطعت به النفقة، فأكرى نفسه من بعض الجمالين إلى أن وافى صنعاء، وعرض عليه أصحابه المواساة، فلم يأخذ؛ (سير أعلام النبلاء للذهبي جـ 11 صـ: 214).

 قال أبو داود السجستاني: كانت مجالسُ أحمدَ بن حنبل مجالسَ الآخرة، لا يُذكر فيها شيء من أمر الدنيا، ما رأيتُ أحمدَ بن حنبل ذكر الدنيا قط؛ (صفة الصفوة لابن الجوزي جـ 2 صـ 340).

 كان الإمام أحمدُ لا يصلِّي خلف عمه إسحاق بن حنبل ولا خلف بَنِيه، ولا يكلِّمهم أيضًا؛ لأنهم أخذوا جائزة السلطان؛ (البداية والنهاية لابن كثير جـ 10 صـ 342).

المصدر: موقع اقرأ

اسئلة متعلقة

...