أخبرتنا معلمة الثقافة الإسلامية اليوم بأنّ الترتيب في الوضوء واجب ومطلوب في كل الحالات، ولكن نبهتنا إلى أنّ هناك حالة وحيدة يمكن فيها سقوط الترتيب، وطلبت منا البحث عن هذا السبب، فمتى يسقط وجوب الترتيب في الوضوء؟
أهلا بكم وحياكم الله ونفعكم بالعلم الذي تطلبونه، أما بالنسبة لترتيب أعمال الوضوء فهي مستحبة -غير واجبة- على رأي الجمهور بين (المضمضة والاستنشاق معاً)، وسائر الأعضاء، واستدل الجهور -ما عدا بعض الحنابلة- على ذلك بدليلين:
الدليل الأول
حديث المقدام بن معدي كرب: (أُتي رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ علَيهِ وسلَّمَ بوَضوءٍ، فتوضَّأَ، فغسل كفَّيه ثلاثًا، ثمَّ غسل وجهَه ثلاثًا، ثمَّ غسل ذراعَيه ثلاثًا، ثمَّ مَضمضَ واستنشقَ ثلاثًا، ومسحَ برأسِه وأُذنَيه ظاهرِهِما وباطنِهِما، وغسل رجلَيه ثلاثًا). "أخرجه أبو داود في سننه، وصححه الألباني"
الدليل الثاني
ما ذكرته الربيع بنت معوذ الأنصارية في صفة وضوء النبي، قالت: (فيَبدَأُ فيَغسِلُ يدَيْه قبلَ أنْ يُدخِلَهما ثَلاثًا، ثُمَّ يَتوَضَّأُ فيَغسِلُ وَجهَه ثَلاثًا، ثُمَّ يُمضمِضُ ويَستَنشِقُ ثَلاثًا، ثُمَّ يَغسِلُ يدَيْه، ثُمَّ يَمسَحُ برَأسِه مُقبِلًا ومُدبِرًا، ثُمَّ غسَلَ رِجلَيه). "أخرجه الدارقطني في سننه، وضعفه شعيب الأرناؤوط"