جدي توفاه الله من أسبوع، وأريد أن أقوم بعمل صدقة جارية عنه ينتفع بها ويجري أجرها عليه، ففكرت بتوزيع المصاحف في المساجد، فهل توزيع المصاحف يعتبر صدقة جارية عن الميت؟
رحم الله جدك وجميع موتى المسلمين، نعم يجوز أن تتصدق عن جدك بمصاحف تهِبُ أجرها إليه، فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (إِذَا مَاتَ الإنْسَانُ انْقَطَعَ عنْه عَمَلُهُ إِلَّا مِن ثَلَاثَةٍ: إِلَّا مِن صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو له). "أخرجه مسلم"
وهذا العمل المبارك يعتبر منه، ولك أن تتحرى المساجد التي لا مصاحف فيها أو فيها عدد قليل، فتزودها بهذه المصاحف، وبقدر استطاعتك تستطيع أن تُحول جهة الصدقة فهو خيرٌ أيضاً؛ كأن توصلها لفقير من أهل العلم أو طلبة العلم الشرعي، أو من هو بحاجة ماسة للمال، وكل عملك خير بإذن الله.
ومن أنواع الصدقات المستمرة في حياة فاعلها؛ الدعاء، فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال النبي -صلى الله عليه وسلم- (إنَّ الرَّجلَ لتُرفَعُ درجتُه في الجنةِ فيقولُ: أنَّى هذا ؟ فيقالُ: باستغفارِ ولدِك لكَ). "رواه ابن ماجه وصححه الألباني" وتنويعك في الأجر مع همتك المستمرة في التصدق فهو خير عظيم لك ولجدك رحمه الله -تعالى-، والله -تعالى- أعلم.