أهلاً بك، وعظم الله أجركم وغفر لوالدكم. اتفق العلماء على القاعدة الفقهية التي تنص على أن الأصل في الأشياء الإباحة، ما لم يرد نص يحرم أو ينهى؛ وعند النظر إلى أصل هذه المسألة من وضع اسم المتوفى على المصحف، مع كتابة عبارة: "صدقة جارية"؛ لم يرد فيه أي نهي أو تحريم، وعليه فقد أباح العلماء فعل ذلك؛ بل وذهبوا إلى أن هذا أدعى لتذكر الميت والدعاء له.
إلا أن يقصد بهذا الفعل المباهاة أو المراءاة؛ فهذا لا يجوز بدليل قوله -تعالى-: (إِن تُبْدُواْ الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِن تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاء فَهُوَ خَيْرٌ لُّكُمْ وَيُكَفِّرُ عَنكُم مِّن سَيِّئَاتِكُمْ وَاللّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ). [البقرة: 271]
إضافة إلى ذلك فإن صدقة السر أفضل من صدقة العلن؛ بدليل قوله -صلى الله عليه وسلم-: (سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللَّهُ تَعَالَى في ظِلِّهِ يَومَ لا ظِلَّ إلَّا ظِلُّهُ: ورَجُلٌ تَصَدَّقَ بصَدَقَةٍ فأخْفَاهَا حتَّى لا تَعْلَمَ شِمَالُهُ ما تُنْفِقُ يَمِينُهُ). [أخرجه البخاري]