حياك الله، وأسأل الله أن يرحم أخاك برحمته الواسعة، وبالنسبة لسؤالك، فيجب عليك أولاً أن تكون أديتَّ العمرة عن نفسك، وهذا قد حصل كما ذكرت في سؤالك، لذلك لا مانع من أدائك عمرة عن أخيك أولاً ثم عن نفسك ثانياً.
وإذا وصلت أول ميقات بطريقك إلى الحرم -كذي الحليفة إن كنت قادماً من الشام- فإنّك تنوي الإحرام عن أخيك، وهذه النية تنعقد في قلبك أولاً، ثم إذا أتيت بسنن الإحرام من الاغتسال وصلاة ركعتين في الميقات، وبدأت التلبية فلا بأس أن تقول في تلبيتك: لبيك اللهم عمرة عن فلان وتُسمّي أخاك باسمه، ثم تأتي بأفعال العمرة كاملة كما المعتاد، وتحرص أن تكثر من الدعاء لأخيك في طوافك وسعيك.
وإذا فرغت من عمرتك عن أخيك وتحلَّلتَ منها وأردت أداء عمرتك عن نفسك خرجت إلى خارج حدود الحرم لتحرم للعمرة الجديدة، فلا تنعقد العمرة الجديدة من الحرم نفسه، بل لا بدّ من خروجك وقد درجتَ عادة الناس أن تخرج إلى منطقة تسمى التنعيم فهي أقرب مناطق الحلّ إلى الحرم حيث هناك مسجد يسمى مسجد عائشة -رضي الله عنها- مهيأً للإحرام منه.
وإذا وصلتَ مسجد عائشة، عليك التجرّد من ثيابك، وأن تنوي نية للإحرام مرةً أخرى بعمرة جديدة عن نفسك، وتقوم بالتلبية حتى تصل إلى الحرم، وتأتي بسائر أفعال العمرة المعروفة لديك وتتحلّل منها.
وسبب تسمية هذا المسجد بمسجد عائشة؛ لأن هذه هي المنطقة التي خرجت إليها عائشة لما طلبت من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن تأتي بعمرةٍ منفصلةٍ بعد حجة الوداع، لأنّها حاضت أول الحج، فأخرجها رسول الله إلى التنعيم مع أخيها عبد الرحمن وأحرمت من هناك.