وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، حياك الله أخي الكريم، ورحم الله زوجتك وجعل مثواها الجنة، أمّا عن سؤالك عن حضانة الطفل بعد وفاة أُمّه، فقد ذهب جمهور العلماء إلى القول: إنّ حضانة الطفل تُصبح إلى أُمّ أُمِّه، أيّ جدته لأُمِّه.
ولا يُفهم من معنى الحضانه حرمان الأب من رؤية أبنائه؛ وذلك لأنّ جدتهم هي الأقدر على رعايتهم وتربيتهم لصغرهم، والأب يرعاهم بالإنفاق الذي ما زال واجباً عليه، ويُؤدِّبهم ويُعلمهم ويقوم بما كان سيقوم به لو كان الطفل في رعايته، ولا بد لذلك من التفاهم مع أهل زوجته الذين هم أهله كذلك.
ويعودون إلى أبيهم بعد حضانة الجدّة، على عدة آراءٍ عند الفقهاء، سأذكرها فيما يأتي:
رأي المذهب الحنفي
تبقى حضانة الذكر عند جدته حتى يستغني عن رعاية النّساء له، بأن يتولى الطفل شؤون نفسه؛ فيأكل ويشرب ويلبس وحده، وقدروا ذلك بسبع سنين، أمّا الأُنثى فتنتهي عند بلوغها حد الاشتهاء الذي قدروه بتسع سنوات.
رأي المذهب المالكي
تبقى حضانة الذكر عند جدته حتى يبلغ، والأنثى حتى تتزوج.
رأي المذهب الشافعي
تستمر الحضانة حتى يبلغ الطفل سن التمييز، سواءً كان المحضون ذكراً أو أنثى، وسن التمييز عند الشافعية؛ هو سبع سنواتٍ، ثم يُخيّر الطفل بين أن يرجع إلى أبيه، أو بين أن يبقى لدى المرأة التي تحضنه.
رأي المذهب الحنبلي
تستمر حضانة الجدّة حتى سنِّ السابعة، وبعدها يُخيّر الذكر بين أن يرجع إلى أبيه، أو البقاء عند المرأة التي تحضنه، وأمّا الأنثى فتكون عند الأب وجوباً؛ لأن الرجل هو الأقدر على حفظ ابنته، إلّا إذا كان الأب فاسقاً -والعياذ بالله- كشارب الخمر، والسارق، والمقامر وغيرها، فلا يجوز له رعاية ابنته.
والله -تعالى- أعلم.