قرأت في أحد النصائح المتعلقة في رسالة الماجستير أن الطالب يجب أن يمتلك لذة لطلب العلم وأن ينمي تلك البذرة فيه، ولكنني لم أتمكن من فهم المقصود بهذا، لذلك أريد معرفة هل صحيح أن هناك لذة لطلب العلم؟
حياك الله أيها السائل.
طالب العلم الشرعي أو غير الشرعي قد يتحصل على اللذة في طلب العلم، كما يتحصل الآكل على اللذة في تناول الطعام؛ لأن كليهما غذاء، والعلم غذاء العقل، وكما يتصف بعض الناس بالنّهم في تناول الطعام فإن العلماء كانوا يتصفون بالنهم في طلب العلم.
وقد تكون هذه النهامة ناتجة عن حبّ المعرفة، والفضول في معرفة العلوم، وقد تكون ناتجة عن التزود بالأجر، والتقرب إلى الله -تعالى- ونفع البشرية، كما يمكن أن تكون للسببين كليهما معاً، فيكون طبع الإنسان قابلاً للتعلم، ومحباً للعلم، ويكون -في الوقت نفسه- طالباً للأجر والثواب، ويبتغي في علمه الوصول إلى الله -تعالى-.
روى الحاكم في المستدرك عن أبي هريرة أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (مَنْهُومَانِ لَا يَشْبَعَانِ: مَنْهُومٌ فِي عِلْمٍ لَا يَشْبَعُ، وَمَنْهُومٌ فِي دُنْيَا لَا يَشْبَعُ). "صححه الحاكم، ووافقه الذهبي، ووافقهما الألباني في صحيح الجامع"