كيف يتم عقد السلم في الزراعة؟
السلام عليكم، قرأت مقالاً في أحد المجلات الاقتصادية يتحدث عن إسهام عقد السلم في تطور القطاع الزراعي وتمويل المزارعين، ولكنني لم أكن أعرف أنه يجوز السلم في الزراعة، فكيف يتم عقد السلم في الزراعة؟
الإجابة
حياكَ الله السائل الكريم، يُعَرّفُ عقد السلم باختصار على أنّه بيعٌ موصوفٌ في الذمةِ، مؤجل التسليم، بثمنٍ معجَّل، ويتم عقد السَّلَم في الزراعة بأن يأتي صاحب الأرض الذي يزرع القمح مثلاً إلى مشترٍ -قد يكون تاجر طحين أو قمح- فيعرض صاحب الأرض على المشتري أن يبيعه مئة طنٍّ من القمح من نوع معيّن، يسلّمه إياها في موسم حصاد القمح بثمن أقل من ثمن طن القمح في موعد الحصاد، على أن يُسلّم المشتري تاجر الطحين ثمن الكمية حالاً معجلاً.
هل عقد السّلَم مشروط بشروط محدّدة؟
وشرط ذلك ألا يتفق في البيع أن يكون التسليم من بستان معين؛ لأن في ذلك غرراً ومخاطرة أن يهلك هذا البستان ولا يسلم زرعه، لذلك يُكتَفى بوصف السلعة، والثمر، وصفاً حتى لو هلك ثمر البائع وزرعه استطاع توفيره للمشتري من بستان آخر.
وعقد السلم إنما أُجيز في الأصل لأجل الزراعة وحاجة المزارعين، كما جاء في الحديث عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- قال: (قدِم النبيُّ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ- وهم يُسلِفونَ في الثِّمارِ السَّنةَ والسنتين فقال: من أسلفَ في شيءٍ فليُسلِفْ في كيلٍ معلومٍ ووزنٍ معلومٍ إلى أجَلٍ معلومٍ). "أخرجه مسلم"
هل تعرف الحكمة من مشروعية عقد السلم؟
وهذا العقد فيه مصلحة للبائع والمشتري، والحكمة من إجازته أن المزارع له موعد حصادٍ معروف خلال السنة قد يكون مرة أو مرتين، وهو في أثناء السنة قد يحتاج مالاً للقيام بمصالحه، ولكنّ بضاعته التي هي الثمار والزروع التي يملك شجرها ويعمل فيها لم يحن موعدها بعد، فشُرِعَ له أن يبيع تلك الثمار والزروع بالوصف؛ بحيث لا يحدد ثمار أو زروع بستان معين، على أن يكون التسليم في الموسم ويدفع المشتري ثمن تلك البضاعة حالاً معجلاً.
ولا شك أن ثمن الثمار والزروع المؤجلة التسليم إلى الموسم سيكون أقل من ثمن الثمار المعجلة التسليم في الموسم، وبهذه الطريقة يكون المشتري قد انتفع من تخفيض الثمن عليه، وبالتالي يستطيع الربح في هذه الثمار لو أراد المتاجرة بها، ويكون البائع قد انتفع من توفرالسيولة النقدية بين يديه إلى حين موسم الحصاد أو ظهور الثمار.