أهلاً بك، لقد تكلّم الفقهاء في حكم تغيير النية بعد إتمام عملٍ ما، وعَبّروا عنه بلفظ "رفض النية"؛ أي إنّ المسلم إذا نوى القيام بعملٍ ما، ثم قام به على ما نوى، وبعد قيامه به تبيّن له تغيير نيّته، فإنّ هذا يسمى رفض النية؛ والراجح عند أهل العلم عدم تأثيره على نية العمل الأول.
أما بالنسبة لسؤالك عن تغيير نيّة الصدقة بعد إخراجها إلى نيّة زكاة؛ فألخص لك أقوال العلماء فيها على النحو الآتي:
لا يجوز تغيير نيّة الصدقة إلى زكاة
وهو قول للإمام الشافعي؛ قال ابن قدامة: "ولو تصدّق الإنسان بجميع ماله تطوعاً، ولم ينو به الزكاة لم يجزئه".
يجوز تغيير نيّة الصدقة إلى زكاة
شرط أن يكون تغيير النيّة أثناء دفع المال إلى الفقير، أو قبل ذلك بوقتٍ يسير؛ لأنّ الصدقة لا تلزم بمجرد النيّة، على عكس الزكاة؛ فإذا نواها المسلم ثمّ غيّر نيّته عنها كان ذلك رفضاً للزكاة الواجبة، ووجب عليه إخراجها على الفور، جاء في المغني: "وقد انعقد الإجماع على أن الإنسان لو نوى الصدقة بمال مقدر، وشرع في الصدقة به فأخرج بعضه لم تلزمه الصدقة بباقيه".
وبناءً على ما ذكرت في سؤالك "تغيير النيّة بعد مدّة من صدقة إلى زكاة"؛ فإنّ ذلك لا يجوز، ويلزمك إخراج الزكاة الواجبة على ما حَقَقَ النصاب من المال.