السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، بداية أثني عليك أخي السائل، لحرصك في معرفة ما له أصل شرعي من البدع في ديننا الكريم، وأدعو الله أن يزيدك همة وحرصًا..
البدعة بمعناها اللغوي تعني الاختراع والتجديد، وتنقسم إلى بدعة هدى وبدعة ضلال، وتكون بدعة حسنة إن وافقت السنّة، وإن خالفتها فهي مذمومة.
وقد تععدت آراء علماء الشريعة الإسلامية في حكم الاحتفال بالمولد النبويّ تبعاً لعدة اعتبارات، فمنهم من لا يجيزه، ودليلهم على ذلك عدم وروده عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وقد حكموا على الأمر من زاوية المفهوم الشرعي لمصطلح العيد، كما قالوا إن الفاطميين كانوا أول من احتفل بالمولد النبوي، ولم يقيسوا صيام رسول الله ليوم الاثنين الموافق ليوم ميلاده، لأن يوم العيد في الشرع لا يُصام.
وأما المجيزون فنظروا للمولد النبوي بأنّه عيدٌ بالمفهوم اللغوي لا المعنى الشرعيّ؛ بمعنى أنّه يعود كل عام، وقالوا بجوازه لما في ذلك من إظهار الفرح والسرور بمولد رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وما يفعله المسلمون في هذا اليوم من أفعال خير.
بالإضافة لما في هذا اليوم من استثماره بالتذكير بخصال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وإحياء سننه، ويرون أنّ مَنْ مَنَع إحياء ذكرى مولد رسول الله، ركّزوا على ما أُشيع من البدع والضلالات التي كانت تتم في المولد النبوي من قبل بعض الطوائف.
وفي النهاية أقول لك أخي السائل، بأن لكل فريق أدلّته، وكل فريق له ردوده على أدلة الفريق الثاني، وإذا كنت متحيّرًا في اتّباع أي فريق من الفريقين، فلك أخي السائل أن تجمع بين القوليْن بإحياء الذكرى بكثرة الأعمال الصالحة، وإحياء السنن النبوية؛ كالصلاة على رسول الله، أو معاهدة نفسك بأن تبدأ بالقراءة في سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وابتعد عن الحفلات المبالغ فيها.