السلام عليكم، عندما أتصفح بعض كتب المعاملات المالية المعاصرة، أقرأ بعض المعلومات التي تتحدث عن الصكوك الإسلامية، ولكنني لا أجد تعريفاً واضحاً لها، فما تعريف الصكوك الإسلامية؟
حياك الله السائل الكريم، تُعتبر الصُّكوك الإسلامية من إبداعات الهندسة الماليّة الإسلامية، فهي أداة مالية تهدف لتجميع الأموال واستخدامها في الاستثمار، والمقصود بالصّكوك الإسلامية هي شهادات أو وثائق (أوراق مالية)، تُمثّل حصة شائعة في ملكية أصول، أو أعيان، أو منافع، أو خدمات.
ومثال ذلك: أن يتمَّ إصدار صكوك تُستخدم حصيلتها في اقتناء آلات، وتأجيرها إلى مصنع إجارة منتهية بالتمليك، أو اقتناء طائرات وبيعها بثمن آجل إلى شركة طيران، ومفهوم الصّكوك قريبٌ من مفهوم الأسهم؛ حيث إنّ كلاً منهما أوراق مالية تُمثّل حصّة شائعة في الملكية.
ولكنّ الصكوك الإسلامية تختلف عن الأسهم فيما يأتي:
يعتبر حامل السهم مالكاً لحصته الشائعة في رأس مال الشركة، فهو شريك، ويَمنح السهم حاملَه حق التصويت، وحق الإدارة، من خلال التأثير على إدارة الشركة
يعتبر حامل الصّك مالكاً لحصّته الشائعة في أصل، أو عين، أو منفعة، ولا يَمنح الصكُّ حامله حق التصويت أو حق الإدارة.
وظهرت تجربة الصكوك الإسلامية على أرض الواقع في المملكة الأردنية الهاشمية سنة 1981، وتبلورت في قانون سندات المُقارضة، ويرجع الفضل في ذلك لجهود الأستاذ الدكتور عبد السلام العبّادي -رحمه الله-، وتم عرض سندات المقارضة على مَجمع الفقه الإسلامي الدولي، الذي أجازها من الناحية الفقهية.
وبعد صدور قرار مجمع الفقه الإسلامي الدولي الخاص بسندات المُقارنة، أصدر البنك الإسلامي للتنمية شهادات استثمار تُمثّل ملكيّة المستثمرين، كما أصدر المَصرف المركزي السوداني سنة 1969 شهاداتٍ مُشاركة المصرف المركزي (شمم)، وشهادات المشاركة الحكومية (شهم).
وكان أوّل إصدار للصكوك من بنك البحرين المركزي سنة2001 ، ثم انتشر العمل بالصكوك، فصدرت بعد ذلك في ماليزيا، وقطر، والإمارات العربية المتحدة والباكستان، والسعودية، ولم تقتصر على الدول الإسلامية فصدرت في بريطانيا وألمانيا، واليابان، هونج كونج وغيرها من الدّول.